تقرير وكالة ايجيس الدولية عن اليمن : الأمم المتحدة سلمت الحديدة للحوثيين في 2018 ومبعوثها السابق خدع الحكومة اليمنية بأسم السلام !

  • 2024-03-02 12:20:47

أثرت هجمات الحوثيين التي انطلقت في البحر الأحمر من محافظة الحديدة، على هذا الممر المائي المهم استراتيجيا، والذي يعتبر قناة رئيسية للتجارة العالمية ونقل الطاقة حيث ادت هجمات الحوثيين على السفن التجارية والأصول البحرية إلى تفاقم التوترات في المنطقة، مما أثار المخاوف بشأن سلامة الشحن واحتمال نشوب صراع أوسع نطاقا.

دور الامم المتحدة في اليمن:

يقول عدد من الناشطين اليمنيين ان موقف المبعوث الاممي الى اليمن هانس جراندبيرج ضعيف جدا وهو يعكس حالة التوهان الذي تعيشه الامم المتحدة في اليمن في حين اعتبر خبير الامم المتحدة والمبعوث السابق لحقوق الانسان في العراق طاهر بومدرا ان الامم المتحدة  هي من قامت بتسليم ميناء الحديدة للحوثيين  تحت مبرر السلام والمساعدات الانسانية بعد ان كانت القوات الشرعية اليمنية على قاب قوسين او ادني من تحرير مدينة وميناء الحديدة. 

واضاف الخبير الاممي بومدرا ان الحوثيين يهددون  الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب  من المدينة الساحلية التي رفضت الامم المتحدة تسليمها للقوات الشرعية في تناقض واضح بين قرارات المنظمة الدولية وتعاملها الحقيقي على الارض. 

كما حذر عضو الكونجرس الأمريكي السابق واستاذ القانون الدولي ريموند تانتر خلال فعالية (صناعة السلام في اليمن)  في بروكسل ان تسليم الميناء لهذه الجماعة المسلحة المدعومة من ايران يمثل تهديد حقيقي على السلام في المنطقة .

 

سيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر:

 يسيطر الحوثيون على جزء كبير من الساحل الغربي لليمن على طول البحر الأحمر، بما في ذلك مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية والتي مكنهم من السيطرة عليها بشكل كامل بحسب ما اشار اليه جمال العواضي رئيس المركز الوطني لحقوق الانسان,  المبعوث الامم المتحدة السابق مارتن جريفت الذي رعى اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين , نتج عنه تسليم المدينة الساحلية الاستراتيجية للمتمردين الحوثيين في يونيو ٢٠١٨م  بعد ان قام بخداع الحكومة اليمنية واوهمها ان المدينة الساحلية ستكون سيطرة قوات مستقلة وسستحول الى الى مركز اقتصادي وتنموي الا ان هذه الوعود تبخرت بعد التوقيع على اتفاقية بروكسل بحسب خالد اليماني وزير الخارجية السابق في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا .

بعد استلام المدينة والسيطرة على ميناء الحديدة  قام الحوثيون بزيادة قدراتهم البحرية بشكل مطرد، بدعم من إيران. واصبحوا يستخدمون زوارق هجومية صغيرة وألغامًا بحرية وصواريخ مضادة للسفن تستخدم حاليا لاستهداف السفن التجارية والحربية.

أسباب هجمات الحوثيين:

يدعي الحوثيون أنهم يستهدفون فقط السفن المتجهة إلى إسرائيل فقط تحت مبرر وقف الحرب في غزة. 

من ناحية اخرى ينظر الحوثيون إلى هجماتهم في البحر الأحمر كوسيلة لكسب التأييد الشعبي  واستغلال الغضب الإسلامي والعربي من المجازر التي يرتكبها الإسرائيليون بحق المدنيين في غزة والظهور كقوة عسكرية مؤثرة في المنطقة .

 تشكل هجمات الحوثيين تهديدًا مباشرًا للشحن التجاري الذي يمر عبر البحر الأحمر، مما يقوض حرية الملاحة ويعرض السلامة البحرية للخطر.

 

زيادة تكاليف التأمين:

 أدى خطر الهجمات إلى ارتفاع أقساط التأمين على السفن التي تعبر البحر الأحمر، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف البضائع والتأثير على التجارة العالمية.

 

الاضطراب الاقتصادي:

تؤدي الشركات التي تعيد توجيه السفن لتجنب البحر الأحمر أو توقف العمليات مؤقتًا إلى تعطيل سلاسل التوريد وتؤثر سلبًا على الأسواق العالمية.

تصاعد التوترات الإقليمية:

أدت هجمات الحوثيين إلى تفاقم التوترات الإقليمية، مما أثار شبح صراع أوسع في المنطقة.

الاستجابة الدولية:

أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى هجمات الحوثيين بسبب آثارها المزعزعة للاستقرار وانتهاكاتها للقانون الدولي كما تم تشكيل تحالفات بحرية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا للقيام بدوريات في البحر الأحمر وتوفير الأمن للشحن التجاري، بالإضافة إلى قصف أهداف عسكرية لميليشيا الحوثي، بما في ذلك عدد من منصات إطلاق الصواريخ.

برغم تكثيف المجتمع الدولي لجهوده الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن، وهو شرط ضروري لمعالجة التهديدات التي يتعرض لها الأمن البحري في المنطقة الا ان المتمردين الحوثيين كانوا يواجهون تلك الدعوات بالتعنت والرفض .

من المرجح أن يستمر تهديد الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر طالما استمرت الحرب في اليمن بحجة مواجهة مجازر المدنيين في غزة. وإذا لم يتم حل الوضع عسكريا أو التوصل إلى تسوية سلمية عن طريق التفاوض، فقد تستمر الهجمات، الأمر الذي قد يتصاعد إلى صراع أكبر. ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة.

اعلان الحوثيين منظمة ارهابية :

اضطرت الولايات المتحدة الى ادراج المتمردين الحوثيين ضمن المنظمات الارهابية بسبب اصرارهم على الاستمرار في استهداف السفن التجارية والحربية في البحر الاحمر وباب المندب .

كما اكد الكثير من الخبراء السياسيين والاقتصاديين على ضرورة  مواصلة المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم مع الحفاظ على إجراءات أمنية قوية لردع أعمال العدوان المستقبلية برغم ان البعض يرى إن الحل السياسي الشامل للحرب الأهلية اليمنية هو الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق على المدى الطويل لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وتخفيف المخاطر على الأمن البحري.

 

الحوثيين لا يؤمنوا بالسلام:

يستمر الحوثيين في معاداة المجتمع الدولي تحت الشعار الذي يرفعونه دائما ( الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود) والذي تحول من مجرد شعار الى آلية حرب عملية  تستهدف المصالح الغربية والعالمية مما قد يتسبب في ظهور تنظيم متطرف جديد كالقاعدة وقد يكون اكثر تطرفاََ في منطقة استراتيجية حساسة بالنسبة للاقتصاد العالمي خاصة وان القصف الامريكي البريطاني لم يضعف فعليا قدرات  الحوثيين العسكرية في حين  يصرح الحوثيين يوميا عن تحديهم للتحالف الغربي في البحر الاحمر .

وفي مؤتمر صحفي نظمته السفارة اليمنية في باريس بتاريخ 15 فبراير 2024، أكد الشيخ فهد الشرفي (سياسي يمني ينتمي لنفس المنطقة التي ينتمي إليها زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي) أن الحلول السياسية لن تجدي نفعاً مع جماعة الحوثي الإرهابية وأن حل إنقاذ اليمن منهم لن يكون إلا عسكرياً!

وأضاف الشرفي ان هذه الجماعة الارهابية لا تؤمن بالسلام وتعيش فقط على الحرب مشيرا الى انهم يعدّون الاطفال في المدارس كي يصبحوا مقاتلين في سن ١٣ و ١٤ سنة ويغدونهم بشعارات الكراهية والعنف.

وأشار الشرفي قائلا ان مصيبتنا في اليمن والمنطقة هو انتشار تأثير افكار الجماعات الدينية المتطرفة وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين الوجه الاخر للحوثيين .

متعلقات