بوتن: الإمارات تلعب دورا يعزز الاستقرار في الشرق الأوسط
2019-10-13 22:19:44
أكد الرئيس الروسي فلاديمر بوتن، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، أنه تم توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات العام الماضي، قائلا: "نحن ننظر إلى الإمارات كأحد شركائنا الواعدين والقريبين جدا".
وأضاف الرئيس الروسي أن توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية يعكس طابع العلاقات بين الإمارات وروسيا الاتحادية، مشيرا إلى أن الشراكة تتطور مثلما يحدث مع السعودية في جميع الاتجاهات.
وقال بوتن خلال الحوار الذي شاركت فيه قناتا "العربية" و"روسيا اليوم": "بالنظر إلى منطقة الخليج. نجد أن التبادل التجاري يبلغ مليارا و700 مليون دولار، لكنه طبعا غير كاف. وهذا ما ندركه تماما".
وقال بوتن قبيل زيارة يقوم بها للسعودية والإمارات يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين: "نعمل مع الصندوق السيادي لدولة الإمارات، حيث تبلغ القاعدة المشتركة نحو 7 مليارات دولار تم استثمار مليارين منها في بعض المشاريع ويجري عمل حثيث على مشاريع أخرى".
وأكد أن "الإمارات العربية المتحدة تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب من دون أي مبالغة دورا يعزز الاستقرار".
وتابع: "لن أكشف سرا كبيرا إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة. فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة ونقوم بذلك لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها".
زيارة السعودية
وعن السعودية قال بوتن: "نولي أهمية كبيرة لزيارة المملكة العربية السعودية كرد للزيارة التاريخية التي قام بها إلى روسيا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز".
وأضاف أن "العلاقات بين السعودية والاتحاد السوفيتي كانت على مستوى منخفض على نحو ملحوظ، وخلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية علاقتنا تغيرا جذريا"، وفقا لبوتن.
وتابع: "نحن ننظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها دولة صديقة لنا، وقد نشأت لدي علاقات طيبة مع الملك وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتتطور في الاتجاهات كافة".
وتحدث الرئيس الروسي عن الجانب الاقتصادي مع السعودية قائلا: "بلغ النمو 15 بالمئة العام الماضي، أما هذه السنة ارتفع النمو منذ بدايتها إلى 28 بالمئة، ونحن ندرس مشاريع مشتركة. لقد أسس صندوق استثماراتنا المباشرة وصندوق الاستثمارات العامة بالسعودية قاعدة مشتركة بـ10 مليارات دولار، وضع مليارين منها قيد الاستثمار، والعمل مستمر في مشاريع أخرى".
وأردف: "إحدى شركاتنا، وهي سايبر هولدينغ، تدرس إمكانية بناء مجمع بترو كيمائي في السعودية بحجم استثماري يبلغ أكثر من مليار دولار".
ووفقا للرئيس الروسي، فإن هناك مجال حساس يجرى فيه التعاون بين الرياض وموسكو وهو التعاون العسكري التقني، مشيرا إلى أن التفاوض لا يزال مستمرا.
وشدد على أن للسعودية دورا إيجابيا كبيرا في سوريا، وقال: "نعمل بشكل وثيق جدا مع تركيا وإيران وهذا معروف للجميع"، مضيفا أنه "بدون مساهمة السعودية في التسوية بسوريا ما كان بالإمكان مطلقا كما يبدو لي التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية".
هجمات أرامكو
وتحدث الرئيس الروسي عن هجمات أرامكو قائلا: "نحن ندين أي أعمال من هذا النوع ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. هذا هو موقفنا الرسمي. أعلنا ذلك منذ البداية وتحدثت عن ذلك خلال مؤتمر أسبوع الطاقة في موسكو. مثل هذه الأعمال لا تحقق أي نتائج لأي طرف".
وأكد أن أسواق النفط تأثرت لمدة أسبوع بشكل ملحوظ، ثم عادت مرة أخرى إلى سابق عهدها، لأن العوامل الأساسية التي تشكل السوق لن تسمح للسعر بالقفز للأسفل أو للأعلى.
وأضاف بوتن "أنه على تواصل مع قيادة المملكة العربية السعودية بمن في ذلك ولي العهد، الذي ناقشت مع الحادث وأخبرته أنه من الضروري الحصول على أدلة وتحديد المذنبين"، مؤكدا أنه هناك من يقف وراء هذا العمل من حيث المبدأ.
وتابع: "الأمير محمد بن سلمان اتفق معي في الرأي من حيث المبدأ، وطالبني بأن تشارك روسيا في التحقيق بهذا الحادث. وكان جوابي هو نعم".
الملف السوري
وعن سوريا، أكد بوتن على "ضرورة تحرير الأراضي السورية من الوجود الأجنبي العسكري"، قائلا: "يجب على كل من هم على أراضي أي دولة بشكل غير مشروع، وفي هذه الحالة الجمهورية العربية السورية، مغادرة هذه المنطقة".
وأضاف: "هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول، إذا كانت القيادة المستقبلية، أي القيادة الشرعية لسوريا، ستقول إنها لم تعد بحاجة لوجود القوات المسلحة الروسية، فهذا ينطبق بالطبع على روسيا الاتحادية أيضا".
وقال: "أناقش اليوم هذه المسألة بصراحة تامة مع جميع شركائنا مع الإيرانيين والأتراك. وقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن ذلك مع شركائنا الأميركيين. تحدثت بصراحة مع زملائي، يجب تحرير أراضي سوريا من الوجود العسكري الأجنبي، ويجب استعادة وحدة الأراضي العربية السورية بالكامل".
وأضاف بوتن: "أود أن أعبر عن امتناني للملك والأمير ولي العهد على هذا الموقف البناء. وأن زيارتي ستعطي دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون على الساحة الدولية".