التوترات في الشرق الاوسط : تحذير أميركي للناقلات من فخ إيراني

  • 2019-08-09 18:14:11
حذّرت إدارة البحرية الأميركية، أمس، السفن التجارية من الوقع في فخ التشويش الإيراني، متهمة إيران باستخدام أجهزة تشويش على أنظمة تحديد المواقع لخداع السفن التجارية العابرة من مضيق هرمز والخليج العربي للدخول في المياه الإيرانية ثم الاستيلاء عليها، بعدما ترسل إيران رسالة تدّعي أنها سفن حربية أميركية. ووجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، انتقاداً شديداً إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإرساله «إشارات متناقضة» إلى إيران، مؤكداً أنه «لا أحد سوى الولايات المتحدة يتحدث باسمها».وقال ترمب في تغريدة على «تويتر»: «إيران في مشكلة مالية خطيرة. إنهم يائسون للتحدث إلى الولايات المتحدة، ولكن هناك إشارات متناقضة تصل إليهم من جميع أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلوننا، بمن فيهم الرئيس الفرنسي ماكرون». وأضاف في تغريدة ثانية: «أعرف أن إيمانويل يقصد الخير، وكذلك يفعل كل الآخرين، لكن لا أحد يتحدث باسم الولايات المتحدة سوى الولايات المتحدة نفسها. لا أحد مصرَّح له بأي شكل أو طريقة أو صيغة تمثيلنا!»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».وكان «الإليزيه» نفى، أول من أمس، مزاعم إيرانية عن توجيه دعوة فرنسية إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني لقمّة «مجموعة السبع» التي تُعقَد هذا الشهر. وطالبت البحرية الأميركية السفن التجارية التي ترفع العلم الأميركي بضرورة إرسال بيان مسبق بنقاط توقفها للسلطات البحرية الأميركية والبريطانية إذا كانت تنوي الإبحار في مياه الخليج العربي، وذلك بعد عدد من الحوادث التي تعرضت لها ناقلات وكانت إيران طرفاً فيها. وقال مسؤولون حكوميون فيدراليون إن القوات الإيرانية تستخدم تقنية «تداخل لأنظمة تحديد المواقع، وتقنية خداع وتعطيل الاتصالات بين السفن». وحذرت الإدارة البحرية من التشويش الإيراني. ورصدت إدارة البحرية الأميركية في مذكرة إرشادية حادثتين - على الأقل - وقعتا للتشويش على السفن؛ حيث أبلغت السفن عن تداخل وتشويش في أنظمتها لتحديد المواقع. وأبلغت السفن أنها تلقت اتصالات من مراكز وكيانات مجهولة ادعت كذباً أنها سفن حربية أميركية أو سفن تتبع التحالف. وقالت إدارة البحرية الأميركية في المذكرة الإرشادية، أول من أمس الأربعاء، إنه يتعين على السفن أيضاً تنبيه الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية و«عمليات التجارة البحرية» بالمملكة المتحدة، في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب. وحذرتها من احتمال تعرض أجهزتها لتحديد المواقع على نظام الخرائط العالمي (جي بي اس) للاختراق. وأضافت: «يرتبط بهذه التهديدات احتمال حدوث سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى أعمال عدوانية». كما أرسلت أيضاً إشعاراً للسفن بالمنطقة تسلط فيه الضوء على التدخل الإيراني للتشويش على السفن. وطالب الإشعار السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة برفض التصريح لأي قوات إيرانية تقترب من السفن وتحاول الصعود على متن السفينة، كما طالب ربان وطاقم بحارة السفن التي تتعرض لمثل هذا التشويش، بإبلاغ مقر الأسطول الخامس الأميركي (في البحرين) على الفور. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين بالبنتاغون أن إيران لديها أجهزة تشويش في جزيرة أبو موسي الواقعة في الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز، وأن الهدف من هذا التشويش هو جعل السفن والطائرات تعبر بطريق الخطأ إلى المياه والمجال الجوي الإيراني؛ بما يعطي «الحرس الثوري» الإيراني المبرر للقيام بتوقيفها. وشدد مسؤول عسكري على أن أجهزة التشويش الإيرانية ليس لها أي تأثير على أنظمة واتصالات السفن الحربية الأميركية والطائرات العسكرية الأميركية.وأوضح تقرير للشبكة الأميركية أن السفن العسكرية الإيرانية تقوم بالدخول على نظام التعريف التلقائي الذي تستخدمه السفن التجارية الموجودة بمياه الخليج للتواصل والإبلاغ عن مواقعها، ويقوم «الحرس الثوري» الإيراني وسفن البحرية الإيرانية بالدخول على هذه الاتصالات على أنها سفن تجارية أخرى. وانضمت بريطانيا الاثنين الماضي إلى الولايات المتحدة في مهمة أمنية بحرية في الخليج لحماية السفن التجارية بعد احتجاز إيران ناقلة ترفع العلم البريطاني. وتسعى واشنطن لإقناع دول أخرى بالانضمام إلى التحالف إلى جانب بريطانيا صاحبة أكبر وجود بحري في المنطقة بعد الولايات المتحدة. وقالت وسائل إعلام بريطانية إن أجهزة الاستخبارات البريطانية (إم آي 6) أبدت قلقاً من قيام إيران باستخدام تقنية خداع روسية للتشويش على أنظمة تحديد المواقع، وهو ما أدى إلى خروج السفينة «ستينا إمبيرو» عن مسارها. ونشرت صحيفة «ديلي ميل» عن مصدر لم تكشف هويته أن إيران تمتلك تقنية روسية للدخول على أنظمة تحديد المواقع، وأنها ربما تكون قد ساعدت إيران في هذا المشروع. وحذرت الصحيفة من تعرض السفن الحربية التابعة للبحرية الملكية البريطانية لهذه التقنية بما يجعلها معرضة للمخاطر. وتقول إيران إن مسؤولية تأمين هذه المياه تقع على عاتق طهران والدول الأخرى في المنطقة. ولكنها بموازاة ذلك هددت في مناسبات عدة بإغلاق مضيق هرمز. ولمح الرئيس الإيراني حسن روحاني هذا الأسبوع إلى تمسك بلاده بالرد في مضيق هرمز على منعها من بيع النفط. وقال مخاطباً الأميركيين والبريطانيين: «إذا أردتم الأمن وأن يكون جنودكم في المنطقة بأمان، فالأمن في مقابل الأمن... أنتم لا تستطيعون الإخلال بأمننا وأن تتوقعوا الأمن لأنفسكم، وكذلك السلام في مقابل السلام، والنفط مقابل النفط»، وأكد: «السلام مقابل السلام، والنفط مقابل النفط» مضيفاً: «لا يمكنكم القول إنكم ستمنعون تصدير نفطنا». وزاد: «المضيق مقابل المضيق. لا يمكن أن يكون مضيق هرمز مفتوحاً لكم؛ وألا يكون مضيق جبل طارق كذلك بالنسبة إلينا».  

متعلقات