AIJES الدولية : مناطق جديدة للارهاب في اليمن

  • 2019-07-19 14:30:35
اصدرت الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية AIJES  من باريس تقرير خاص حول الدور السياسي والديني لجماعة الاخوان المسلمين في اليمن ( حزب الاصلاح الاسلامي) تضمن علاقة التنظيم بالقاعدة وتحويل مناطق يمنية الى معسكرات تدريب واستقطاب بعد هزيمة ودحر القاعدة من المكلا وعدن وابين وشبوة جنوب اليمن اضافة الى سعيهم الحثيث للسيطرة على جزيرة سقطرى بهدف التحرك بحرية وبعيدا عن الانظار بعد فضح دورهم المشبوه في المنطقة وتضييق الخناق عليهم. كما تضمن التقرير ايضا الدور القطري في دعم جماعة اخوان اليمن والتنسيق لتحركاتهم المريبة والتلاعب بأمال وتطلعات الشعب اليمني منذ احداث 2011 حتى الان . ويسيطر الحوثيين الشيعة على العاصمة صنعاء وعدد كبير من المدن شمال اليمن بعد انقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014 في حين نجحت المقاومة الجنوبية بأسناد ودعم التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الامارات العربية في تحرير  الجنوب في 2015 في حين ظلت معظم المحافظات الشمالية  تحت سيطرة الحوثيين عدا محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء والتي تعتبر معقل حزب الاصلاح ( الاخوان المسلمين في اليمن ) بالاضافة الى جزء من محافظة تعز  والذي يقع ايضا تحت سيطرة الاخوان المسلمين في اليمن. مخططات حزب "الاصلاح" للسيطرة على جزيرة سقطرى ونشر الارهاب والتطرف في جنوب اليمن  في كانون الثاني/يناير 2015، عرفت فرنسا واحدة من أبشع العمليات الإرهابية التي صدمت العالم كله. الأخوان سعيد وشريف كواشي هاجما مقر صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة وقتلا 12 شخصا. أحد الأخوين صاح قائلا: "نحن من قاعدة اليمن". بعد هذه الصدمة، تساءل الفرنسيون: ما أوصل الإرهاب من اليمن إلى بلادهم؟ أوصلته شبكات تمزج الدين بالسياسة أسماها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيسان/أبريل الأخير باسمها الحقيقي والشامل: الإسلام السياسي. أبرز أطرافه: "الإخوان المسلمون". جذور التطرف يوجد اليوم قلق فرنسي من الفكر المتطرف الذي يصعب التحكم فيه ويغذيه "الإخوان" بدهاء كبير. أقوى حيلة يعتمد عليها "الإخوان" هي استخدام قناع الاعتدال والتنديد الظاهري بالعنف. لكن واقع الأحياء الشعبية في ضواحي المدن الفرنسية يكشف عن انتشار الإسلام السياسي بالاعتماد على التجنيد الدائم وتبادل المعلومات على نطاق دولي. ما يحدث في سقطرى اليمنية يصل خبره بأسرع من البرق إلى ضواحي باريس اعتمادا على شبكة من الجمعيات نجحت كذلك في الحصول على تمويلات قطرية مستخدمة غطاء الأعمال الخيرية. استراتيجية النسيان هي التي أنجحت تنظيم "الإخوان" نسبيا في الغرب. الغباء السياسي لفئة سياسية فرنسية، خاصة من اليسار، جعلها تنسى أهم ما يميز الفكر الفرنسي الناجح وهو قراءة التاريخ. تاريخ الإسلام السياسي فيه دليل على استخدام العنف. "الجهاد" أحد أهم قواعده التأسيسية. تسيطر على تنظيم الإخوان في فرنسا شخصيات من الجزائر، والمغرب وتونس يجمع بينها منطق البيعة والولاء لقيادات شاركت مباشرة في تجنيد الشباب للقتال في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. إذا، من السذاجة عدم الربط بين مختلف الأذرع الإخوانية في العالم. ومن السذاجة القول إن ما يجري في مأرب اليمنية مثلا منفصل عما يجري من تفكير وتدبير في فرنسا وأوروبا، وأوروبا بشكل عام. أساليب العمل ذاتها باقية إلى اليوم ولا شيء يمنع تحول سقطرى ومأرب إلى قاعدتين للتدريب بغرض تصدير مقاتلين متشبعين بالفكر المتطرف. العامل الذي يمنع هذا السيناريو الرهيب والمحرج لملايين المسلمين في فرنسا هو اليقظة وفضح التخطيط الإخواني الذي يسعى إلى إقناع السياسيين بالتعامل معه حتى يسلموا من التطرف والإرهاب. وهناك عامل آخر: التنسيق مع أطراف عربية وإسلامية لها خبرة مع المراوغات الإخوانية. الدور الإماراتي في اليمن بحاجة إلى شرح أكبر في فرنسا وفي غيرها من الدول الأوروبية. استراتيجية "طاقية الإخفاء" من مظاهر السذاجة الأوروبية الاندفاع وراء "الثورات العربية" التي امتطاها "الإخوان" في اليمن وحققوا بها أهدافا سياسية كبرى. خير دليل على ذلك هو حصول توكل كرمان على جائزة نوبل. لن نخوض في الخلافات داخل حزب "الإصلاح"، لكن تاريخ هذه الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان في اليمن كاف لشرح الموضوع للرأي العام الأوروبي بشرط توفير الجهد الكافي. المرجعية الأممية هي التي تحدد الشرعية كحد أدنى للحوار والعمل السياسي الرامي إلى إحلال السلام في اليمن. الأوروبيون، والفرنسيون بوجه خاص، يعرفون الوضع الصعب للرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنهم يجهلون الضغط الذي مارسه عليه "الإخوان". وقبل ذلك، يجهلون دور "الإصلاح" في التعفن السياسي الذي تكاد مسؤوليته التاريخية تقع على الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحده. يبدو الرجل اليوم كأنه المسؤول الوحيد عن حالة الفساد التي وصل إليها اليمن في مرحلة ما قبل الثورات العربية. لماذا؟ لأن شركاءه من "الإخوان" استخدموا استراتيجية "طاقية الإخفاء" التي تخفيهم عن الأنظار وتمنحهم قدرة كبرى في ممارسة النفوذ السياسي وتمرير مشاريعهم في اليمن وغيره. يبدو أن "طاقية الإخفاء" هذه هي التي تجعل الأنظار تنصرف نحو صخب سطحي وتنسى عبد المجيد الزنداني أو علي محسن الأحمر مثلا. الرجلان اختزلا وحدهما الاستغلال الديني وقوة السلاح للسيطرة على المشهد السياسي. يختفون ثم يظهرون في مشاهد جديدة حسب اتجاه الرياح وموازين القوى. تعاملهم مع الحوثيين دليل آخر على أسلوب المراوغات الذي يتقنونه. وأعدوا... المال والإعلام يجب التعامل مع الأسلوب الإخواني بصبر، ودقة كبيرة ويقظة دائمة. لهم قدرة حقيقية على نشر النميمة بين الأنظمة والحكومات في المنطقة. لعبوا دورا كبيرا في إحداث الخلاف الذي زعزع منطقة الخليج بفضل الاختراق الإعلامي الذي اعتمد كذلك على شبكات مالية حقيقية تشكل اسطنبول إحدى مراكزها الأساسية. الوضع اليمني الصعب لا يؤلم إلا الذين بقوا في اليمن أو الذين تتمزق قلوبهم حسرة وهم في المنفى. الاستراتيجية المالية والإعلامية تستهدف اليوم الجزء الجنوبي من اليمن. لسان حال "الإخوان" هنك: نحن أو الدمار. أهم أهدافهم كسر الحزام الأمني في جنوب اليمن (تدعمه الإمارات). التحركات جارية وستكشف الأيام الآتية عن مزيد من الصخب الإعلامي بغرض إحراج الأطراف الواعية بالمراوغات الإخوانية. هناك ارتباط وثيق بين القدرات التقنية (البث التلفزيوني بالأقمار الاصطناعية والانترنت) والأرصدة المالية المتراكمة بفضل تجارة مربحة تمنح الشخصيات الإخوانية بريقا مغريا. الابتسامات في صالونات الفنادق الفاخرة تخفي حقدا كبيرا على كل من يرفض الهيمنة الإخوانية القائمة على التحريض في الخفاء والتنديد في العلن. لا شيء يخدم "الإخوان" اليوم أكثر من سيناريو الفوضى، والعنف والإرهاب في جنوب اليمن. إذا ظهر هناك تنظيم يدعو إلى إقامة "خلافة إسلامية"، فهذه أكبر خدمة لمن يحركون اليوم خيوطهم مستغلين هفوات التحالف العربي. https://aijesnews.com/ar/videos/4240-2019-07-19-04-02-25.html

متعلقات