سوريا الديمقراطية» تبدأ معركتها الأخيرة لطرد «داعش» من جيبه الأخير

  • 2019-02-10 18:31:14
  أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، اليوم (الأحد)، بدء «المعركة الحاسمة» لإنهاء وجود مسلحي تنظيم داعش المتطرف، الذين باتوا يتحصنون في آخر معاقلهم في شرق البلاد بعد أشهر من المعارك الدامية. ومني التنظيم، الذي سيطر في عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين. وبات «داعش» محاصراً في شرق سوريا ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، قوله «المعركة بدأت». وأكدت «قوات سوريا الديمقراطية» على حسابها على «تويتر» أنها «أطلقت المعركة الحاسمة لإنهاء ما تبقى من إرهابيي (داعش)». وأوردت على موقعها الإلكتروني أنها أطلقت «المعركة الأخيرة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في قرية الباغوز»، آخر المعاقل التي يتحصن فيها المتطرفون. وأضافت «قوات سوريا الديمقراطية» على موقعها الإلكتروني: «بعد عشرة أيام من إجلاء أكثر من عشرين ألف مدني وعزل ما تبقى من المدنيين من مخاطر الحرب، أطلقت المعركة هذه الليلة للقضاء على آخر فلول التنظيم في الباغوز». ونقل مصطفى بالي عن أشخاص فروا من المنطقة أنه «لا يزال هناك ما بين 500 و600 إرهابي» فيها إلى جانب مئات المدنيين. وأضاف: «خلال الأيام المقبلة ستحسم هذه المعركة». وأكد أن «الإرهابيين في الباغوز أغلبهم أجانب. في الشهرين الأخيرين، معظم الذين سلموا أنفسهم أو تم اعتقالهم من جنسيات أجنبية». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين صباح اليوم، فيما كان التحالف الدولي يشن قصفاً جوياً ومدفعياً على مواقع المتطرفين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «إن المعركة مستمرة»، مشيراً إلى «اشتباكات عنيفة صباح اليوم مصحوبة بانفجار ألغام». وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من تحرير نحو 99.5 في المائة من الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش»» في سوريا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب توقع الأربعاء استعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف خلال أسبوع. وقال: «سيتمّ الأسبوع المقبل الإعلان رسمياً أنّنا سيطرنا على مائة في المائة من (أرض الخلافة)»، مؤكداً أن الولايات المتّحدة ستظلّ «حازمة جداً»، وهي تشجّع الجهود التي تبذلها دول أخرى بما فيها الجهد المالي. وأضاف: «فلول، هذا كلّ ما بقي لدينا، فلول، لكنّ الفلول يُمكن أن تكون بالغة الخطورة». وكان ترمب تحدث في ديسمبر (كانون الأول) عن هزيمة «داعش»، وأعلن قراره سحب نحو ألفي جندي أميركي من سوريا. ورغم الخسائر التي مني بها، لا يزال تنظيم داعش قادراً على شن اعتداءات دامية بينها هجمات انتحارية. وتبني أيضاً هجمات في الخارج وخصوصاً في الغرب. وفي محافظة دير الزور في شرق البلاد، يسيطر المتطرفون على منطقة تمتد بين قرية الباغوز والحدود العراقية. وفي الأيام الماضية قال مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم أوقفوا عملياتهم البرية خشية استهداف المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا تزال مئات العائلات موجودة في كنف التنظيم. وتعيش ظروفاً بائسة جراء نقص المواد الغذائية والأدوية. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، إثر هجوم بدأته في سبتمبر (أيلول) الماضي، من التقدم داخل الجيب الأخير للتنظيم. ومنذ سبتمبر قتل أكثر من 1200 من «داعش» في المواجهات وأكثر من 670 مقاتلاً من «قوات سوريا الديمقراطية» بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار أيضاً إلى مقتل أكثر من 400 مدني بينهم 144 طفلاً في أعمال العنف. ودفعت العمليات العسكرية وفق المرصد أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات المتطرفين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم. وغالباً ما تكون رحلة الخروج من مناطق التنظيم محفوفة بالمخاطر. وتخشى قوات سوريا الديمقراطية من تسلل متطرفين في صفوفهم. وتعمل هذه القوات في مركز مخصص للفرز قرب خط الجبهة، على التدقيق في هويات الخارجين وأخذ بصماتهم، وينقل المشتبه بانتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة. وهي تعتقل مئات من المتطرفين الأجانب. ويشكل وجود هؤلاء معضلة للإدارة الذاتية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم لمحاكمتهم لديها فيما تبدي دولهم تحفظاً إزاء هذا الملف.   المصدر: وكالات 

متعلقات