الاستفتاءات "المفبركة ".. "بيزنس" للمواقع وهوس بين الفنانين

  • 2021-05-28 14:28:36
انتشرت عبر مواقع الإنترنت والسوشيال ميديا، في الفترة الأخيرة، استفتاءات واستطلاعات رأى كثيرة حول الأعمال الفنية، هي في كثير من الأحيان "مفبركة "، ومن صنع خيال أصحاب المصالح الذين يديرون صفحات سوشيال ميديا وهمية، حيث نجد من يقومون عليها يزيفون الحقائق والأرقام ويروجون وفق حملات منظمة أرقاماً وبيانات لا وجود لها. ويرجع ذلك بالطبع من أجل رفع أسهم فنان أمام الآخرين، والمحصلة النهائية "نتائج مفبركة" على حساب النجوم الحقيقيين، وهذا ما جسده تصريح الفنان عمرو سعد تعليقا على حصوله على جائزة أفضل ممثل، حيث قال "’أصلي‘ مش مضروبة زي جوائز واستفتاءات كتير موجودة حوالينا دلوقتي". غير دقيق ويعلق الناقد الفني محمد عبد الرحمن على هذه الظاهرة في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، قائلا: "في كل الأحوال لا يمكن القول إن هناك طريقة مثلى لمعرفة رأي الجمهور فيما هو الأفضل فنيا، لأن جميع الاستفتاءات الإلكترونية قابلة للتلاعب بها عن طريقين، سواء عن طريق الموقع نفسه بأن يغير في النتائج لأسباب تقنية ويحدد من الأول ومن الثاني". ويضيف "أما الطريقة الأخرى، حتى إن كان هناك شفافية من الموقع، فيمكن لأحد الفنانين أن يقوم بنشر رابط الاستطلاع علي صفحته وهذا يتيح لجمهوره أن يقوم بالتصويت له، وعلى النقيض يوجد فنان آخر أفضل منه ليس لديه علم بوجود الاستطلاع ليرسله لجمهوره، فلا يحظى بنفس التصويت". ويتابع عبد الرحمن قائلا "وبالتالي، تظل الاستفتاءات الإلكترونية للأعمال الأفضل هي نوع من أنواع النشاط الصحفي الذي يقوم بنوع من الترويج للموقع القائم بالاستفتاء، ويعطي جوائز للفنانين الفائزين لكنه لا يكون قرارا حاسما بأن هذا الفنان هو الأفضل ولا نستطيع أن نصل بشكل نهائي في نتائج هذه الاستطلاعات بالأحق باللقب". بيزنس الاستفتاءات وقال عبد الرحمن: "هذه الاستفتاءات تمثل أزمة تتعلق بأن تحديد الأفضل في أي مجال فني ليس له قواعد ثابتة إلا إذا كان هذا الاستطلاع له قواعد محكمة، وتوافر الثقة في الجهة الإلكترونية التي تقوم به، وأن هذه الجهة، لو وجدت مجموعة من الأصوات تأتي في وقت واحد تمنعها وأشياء من هذا القبيل، وهذا شيء مستحيل على المستوى العملي". ووجه الناقد الفني نصيحة للفنانين قائلا: "في النهاية يجب على الفنانين ألا يقوموا بخداع أنفسهم والفرح بالجوائز التي قد بكون متفقا عليها مسبقا لأنه يوجد ’بيزنس‘ لهذه الجوائز بالفعل". ويتابع "وفي نفس الوقت يجب أن نعلم أن الجمهور لا يخدع بهذه النتائج، كأن يكون هناك أحد المسلسلات لم يحظ بإقبال كبير في السباق الرمضاني وحصل على لقب أفضل مسلسل في استطلاع أي جهة وهذا ليس له معنى، بل مجرد نوع من أنواع الترويج أو التعويض، وفي النهاية الجمهور بشكل عام هو الذي يحدد من هو الافضل بدون استطلاعات أو استفتاءات". حرب الترافيك ويتفق الناقد الفني عبد الله غلوش مع ما ذهب إليه عبد الرحمن، حيث أكد على عدم توافر الشفافية في تلك الاستطلاعات، حيث قال لسكاي نيوز عربية: "لا توجد شفافية نهائيا، وهي عبارة عن دعاية متبادلة بين الفنان والموقع لزيادة ’الترافيك‘". وتابع غلوش في تصريح خاص لموقع سكاي نيوز عربية، مشيرا إلى أنه لا توجد معايير منطقية للاختيارات. ويوضح أن "التصويت يكون على الفنان الذي قام بعمل مشاركة، وليس الفنان الأحق بالفعل، وفي بعض الأحيان يفوز فنان ما ولكن المواقع تقوم بتغيير النتيجة لأنها متأكدة من عدم حضور الفنان الفائز حفل التكريم، فبالتالي تختار الفنان الذي تثق بمجيئه حفلته".

متعلقات