مخازن الأمازيغ.. المغرب يتجه لتسجيل "إيكيدار" كتراث عالمي

  • 2021-04-09 02:34:43
قبل مئات السنين كان الأمازيغ في بعض مناطق المغرب، يبحثون عن ملاجئ وأماكن منيعة تحميهم من هجمات العدو وتحمي محاصيلهم الزراعية وممتلكاتهم النفيسة من السرقة، ففكروا في تحويل الأماكن الوعرة في المرتفعات والجبال كحارس لهم ولودائعهم، فشيدوا بها مخازن جماعية، وأطلقوا عليها اسم "إيكيدار". وتعتبر إيكيدار وهي جمع أكادير وتسمى أيضا تيحونا أو إغرمان، تجسيدا لارتباط الفرد الأمازيغي بمحيطه المجالي وتشبته بأرضه، ومثالا للتعايش بين الإنسان والطبيعة وحسن التدبير المشترك للحياة العامة وسط القبائل الأمازيغية، كما تجسد أحد تجليات الإبداع في المعمار القروي. ويضم المغرب 554 مخزنا جماعيا حسب أرقام رسمية لوزارة الثقافة، موزعة على مناطق مختلف من المملكة، ولاسيما الأطلس الصغير الغربي وسهل سوس والأطلس الكبير الأوسط والشرقي ومنطقة سيروا. ولإعطاء هذا الإرث الإنساني، الذي يختزل ثقافة مادية وأخرى غير مادية، المكانة التي يستحقها، يستعد المغرب لتقديم طلب تسجيله ضمن لائحة التراث الإنساني المشترك لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، المعروفة اختصارا باليونيسكو. سد دفاعي منيع وتجاوز إيكيدار مفهوم المخازن العادية لدى الأمازيغ الكفيلة بحفظ ممتلكاتهم وتحقق الأمن لهم في كل جوانبه، فتحولت إلى دليل ورمز على تماسكهم الاجتماعي وإيمانهم بالمصير المشترك. وكانت أسر القبيلة الواحدة يستعملون إيكيدار كمخازن لحفظ المؤن الغذائية الأساسية، تحسبا لمواجهة الأوقات العصيبة مثل الجفاف، كما كانوا يستخدمونها لحفظ الحلي والمجوهرات الثمينة إضافة إلى الوثائق والسجلات العدلية المهمة. وإلى جانب أدوارها الاقتصادية، فقد شكلت هذه المؤسسة التراثية حصنا دفاعيا، لجأت إليه القبائل للاحتماء من العدو في فترات الحروب، إلى جانب كونه مثل مكانا لالتقاء أعيان القبيلة من أجل التشاور أو سن القوانين وإبرام الصفقات التجارية. يقول الباحث والمهتم بقضايا التراث والتنمية خالد العيوض، إن هذه المعالم التي تفنن الإنسان الأمازيغي في إبداعها، لعبت قبل قرون دورا أساسيا في تحقيق الأمن الغذائي لسكان المناطق الجبلية خلال سنوات الجفاف والقحط، كما شكلت درعا وقائيا في الصراعات بين القبائل المستقرة والرحل، ودفاعا فعالا ضد الهجمات المباغتة. ويعتبر الباحث في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تلك المخازن الجماعية التي تختلف هندستها باختلاف جغرافية المناطق، تعكس عبقرية من ابتكرها، حيث يصل علو بعضها إلى خمس طوابق، وتضم الصغيرة منها 50 غرفة فيما تضمن أكبرها 300 غرفة.

متعلقات